تحليل الشخصيات من الاحلام

الرؤيا وفن التعبير

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وبعد
فإن باب المنامات والرؤى والأحلام كبير وعظيم وشريف فمن
عادات الشعوب القديمة والأمم السالفة الأعتماد على المنامات والرؤى في
معرفة غوامض المستقبل وأسرار الغيب ولذا أسسوا لها قواعدا ومعايير في ضبطها
وحمكها والتفنن في تأوليها وفك رموزها لأجل معرفة القادم فمن ذلك تأويلها
من حيث الرمز أو الحوادث أو الرسائل الكلامية أو الأخبار التي تأتي للانسان
فتزيل تلك الغمامة التي عاشها المرء فترة همه وحيرته وغيرها من الغوامض
المنامية التي يراها الأنسان ..
وقد فسر العلم الحديث هذه الظاهرة بالأحلام السيكوباتية
والأحلام النفسية التي تحدث في العقل الباطن للأنسان من جراء أفكار وهموم
وقضايا يعيشها المرء في حياته ولم يجد لها حل أو تسائلات كثيرة تدور حول
قضية ما فتتبلور هذه التسآلات في رحلة الأنسان إلى باطن عقله فتظهر على
صورة رموز وصور وحوادث يتنفس من خلالها المرء فمن ذلك المنامات النفسية
البحتة التي أسموها (السيكوباتية) أو مايسميها
الدين حديث النفس أي مايحدث بها المرء نفسه وهذه لها تأويل علمي يساعد
الطبيب النفسي في معرفة الحالة النفسية للمريض وماذا يدور في عقله إلا أن
الدين الحنيف أسقط هذا النوع من الرؤى وأعتبرها من الرؤى الباطلة التي
لاتأويل لها
وثاني هذه الرؤى مايراه المرء كصورة واضحة وجلية وكأنه
يرى شاشة سينما صافية أو يعيش قصة الرؤيا بشكل واضح وجلي مما يجعل المرء
يقفز من فراشه صارخا أو فرحا أو مفزوعا بحسب مايراه باحثا عن تأويل مثل هذه
الرؤى

والأحلام وينقسم الناس في هذا النوع إلى سبعة أصناف وهم :

الأول : الشخصية الأجرامية أو الشخصية العدوانية الحاقدة :

فيرون العقارب والحيات والكلاب والخنازير والقطط والحيوانات المفترسة والذهب وماشاكلهامن معاني

وبعض المبتلين بالمس والعين والسحر يرون مثل هذه الامور

الثاني : الشخصية المريضة أو ما تسمى (الصفراوية):

وهذه النوعية ترى دوما الدجاج الطيور والبيوت والأزقة والأماكن المرتفعة
والأماكن المنخفضة والنقود والنيران والسواد والألوان المعصفرة ووالتوابيت
والقبور والدم وغيرها من المعاني

وبعض الناس وهم في اعلى حالاتهم الايمانية يرون مثل هذه الامور خصوصا اذا اهتموا بامور الدنيا او امور النفس

الثالث: هي الشخصية المتعبة أو ما تسمى صاحبة البلاء أو المصائب:

فهذ ترى اللحية والكتاب والقرية والمدينة وجر المثاقيل والجمر وغيرها من المعاني أيضا

وهنا بعض المبتلين ببلاءات السحر ربما يرون في هذه
الشخصية رؤية الشخصية الاولى من العقارب والحيات وما سواها بسبب البلاءات
كما ذكرنا

الرابع : الشخصية الهادئة او ما تسمى (المطمأنة):

فترى الكعبة والمساجد والمنجنيق والأنبياء والصناديق والعلماء وغيرها من تلك الدلالات المعينة

الخامس : الشخصية المشرقة أو ما تسمى الشخصية المتفائلة القنوعة:

ودائما ترى الأنبياء والسماوات والخضرة والمزارع والأبل البقرات وهذه
النوعية غالبا تكون عند الملوك وأصحاب المقامات الرفيعة المستقرة فرؤاهم
غالبا ما تصدق خصوصا إذا كان صالحا أو رجلا مسالما

السادس : وهي الشخصية السعيدة أو ماتسمى المعطاءة:

فترى النور والعلم والكتب والقرآن والحور الجنة وغيره من المعاني..

السابع : وهي الشخصية الكاملة أو ماتسمى الفانية:

فترى العيون والمطر والثلج والبحار والشمس والقمر
فكل من تلك الأصناف ترى بقدر نوعها أو مرتبتها التي تتصف بها وهذه الشخصية دوما ترى الامور بشكل واضح وجلي وبين واكثر هذه الشخصية موجودة عند اهل المعرفة والدين والصلاح .

أما من حيث التأويلات فمختلف فيه ، في كل زمان ومكان
ودين وحضارة فرؤى اليهود مثلا حرامنا عندهم حلال وحلالنا عندهم حرام وهكذا
تختلف من كل مذهب إلى مذهب ومن كل طائفة إلى طائفة واعتمدو في التفسير
نواحي عدة وطرق مختلفة فمنهم من يعبر عن طريق الرمز كما ذكرنا آنفا ومنهم
من يعبر عن طريق الحروف ومنهم من يعبر عن طريق الكلمة ومنهم يعبر عن طريق
الأسم ومنهم من يعبر عن طريق الحالة أو النوع الذي ذكرناه
وكل هذه التأويلات صحيحة إلا وقوعها فلا يعرفه أحد إلامن ألهم أو برهن على على وقوعه بدليل او علامة

وقد أراحنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله من هذه القضية بأن حدد الرؤيا بثلاث أنواع:

رؤيا الحق والتي يراها من الله وهي الرؤيا الصالحة ورؤيا حديث النفس ورؤيا الشيطان

فأما الصالحة ثلاث أنواع :

الأول: التي يراها من الله مباشرة وهذا المؤمن الطاهر الطيب حين ينام وهو ذاكر موحد وخاشع ومحصن عند نومه

الثاني : التي يضربها ملك الرؤيا ( والذي ورد في الأثر
أن اسمه صديقون) وهذا الملك العظيم صفته أن ما بين شحمة أذنه إلى رأسه كما
بين السماء والأرض وهو مكلف بضرب المثل لبني آدم من كل مايحتاجه في حياته

الثالث: مايضربه بعض الأرواح الصالحة في عالم البرزخ للأنسان بأذن من الله من الأنبياء والرسل والملائكة المقربين ..

أما الرؤيا حديث النفس فهذه باطلة عند الشرع لأنه من حديث الأضغاث ولكن كما قلنا لها تأويلات نفسية فقط وتقييم حالات مرضية عندهم ..

والنوع الثالث فهي رؤيا الشيطان التي لا تأويل لها ايضا البتة وهي تحزينية تخويفية .

وإننا في تأويلنا اعتمدنا على الله
في تعبيرنا بهذه المعاني جمعيها التي ذكرت سابقا واجتهدنا أن يكون التعبير
مختلفا قريبا من واقع حياة الأنسان بعيدا عن المبالغات والتأويلات البعيدة
والخرافية التي نسمعها من كثير من المفسرين هداهم الله

فلقد اعتمدنا على القرآن والسنة والأمثلة الدارجة
وتاريخ الأمم والشعوب وتحرينا المذهبية والطائفية والحلات الأجتماعية مع
مراعاة الفارق بين كل رائي وغيره

فقد
حاولت جاهدا أن لا أطيل في هذا الباب كي لايمل كلامنا
واقتضبت كثيرا من الشرح حتى نعطي لمحة سريعة على الباب الكبير في تعبير
الرؤى والأحلام
مع فائق احترامي وتقديري للجميع

حين تنكســـر...لن يرممك ســوى نفسك...و حيــن تنهـــزم...لــن ينصرك سوى إرادتك...فقدرتك على الوقــوف مــرة أخـــرى...لا يملكهــا ســـواك...فكــن أقـــوى من تلك الهموم ...ومهما حدث لك لا تبــكي ولكن إبتسم...و دع الــدنيـا تبــكي من جبــــروت إبتســـامتك

s a b r e e n

جزاكى الله كل خير

زائر

الخط صغير اووى
ياقمر تعبتى عنيا

جزاكى الله خيرا

جزاكى الله خير